عجائب الله في قديسيه

by

in .

Read

times.

stcharbel2حيثما كثرت الخطيئة فاضت النعمة, كلمة رجاء وطيد يطلقها مار بولس المفتخر باوهانه .يدرك الرسول تماما و, وهو عالم في التوراة ,ان الله يتدخل حيث يفشل الانسان. منهنا يحرضنا السعيد الذكر مار بولس السادس الذي كان نبيا في عصره, قاد الكنيسة فيزمن تصارع العمالقة والايديولوجيات وثقافة الموت طغت على ثقافة الحياة وثقافةالموت طغت على ثقافة الحياة بالرغم ما كان يبذل من جهود ليقفها حيث اصدر انجيلالحياة فلاقته اذان صماء  فأدت الى تشريعالموت ثم اخيرا زواج المثليين بعدما دقت ابواب اوروبا الجبوش الزاحفة كالجرادلتستولي على خصوبتها فتحولها الى صحراء.

في غيابه لا حاجة بعد لحوار الشيوعيين لكن النعاج تحولتالى ذئاب خاطفة حيث نبتت كالفطر بين الشرق والغرب واذا بالذئب الذي اجتاح الشاموجبل لبنان يجتاح بلدان كثيرة واضحى الشرق والغرب يغلي وقرع طبول الحرب علىالارهاب الذي اجتا حنا وتوطن  في بلادنا .

في الخامس من كانون الاول حيث تحتفل بقاعكفرا بعيدشفيعها تتكرم لنصير بلدة الطوباوي الجديد الذي اسقى خمرة الروح للينان سنة 1950 فيالسنة اليوبيليية المقدسة وشهدت على ذلك سنديانة قديمة اجتاحها المؤمنون فاستولواعليها فحولوا اغصانها واورقها الى بركات  ونبشو شولوشها فصارت بركات توزعت في الشرقوالغرب. فاذا بكاتب سيرة حياته يصدر كتابا عنوانه شربل رجل سكران بالله وفي سنة1977 اصدر كتابا عنوانه لبنان وطن سكران بشربل. هذا السكر يطلق على مدمني الخمروالمسكرات لكنها كانت سكرة الروح كما حدث للتلاميذ ربا قائل يصرخ اثناء زيارته الىعنايا لقد امتلى الشعب فرحا وابتهاجا وهذا الفرح عم بقاعكفرا وشهد درج ابو نعمة منخطابات تشيد بعظائم الله .
كان المنادي يردد مع يسوع اذهبوا واخبروا يوحنا ما شاهتم وسمعتم: العمي يبصرونوالمساكين يبشرون.
في ذلك الزمان الردئ حيث اجتاحت القوميات والاطماع دول اوربا فهبوا ليقتسموا تركةالرجل المريض استفاق الارهاب مجددا فاجناح الشعوب الامنة والوادعة في بلدان شتىحيث الزمت تركية بالمساواة بين رعاياه فامتدت وبالا على المسيحيين. كانوا الضحياوالابتزاز والمساومات وكان التاريخ يعيد نفسه.

فس ذلك الزمن الردئ ولد القديس شربل ودخل الحياةالرهبانية والنسكية في زمن الاجتياح الثقافي والارهابي حيث خسرت الرهيانية عشراتمن ابنائها واملاكها فدبت الفوضئ وعملت الفتن السياسية عملها حيث وهنت الطائفةالمارونية نتيجة الحركات المتكررة من موجات مختلفة تريد النيل منها قصد تهميشهاوكان التاريخ يعيد نفسه اليوم حيث طوب في الحرب الباردة وثبت حيث شنت علينا حربشعواء ابتداء من سنة 1974 اجتياح القرى المارونية في قبرص واجتاح بيت مات والداموروالتهجير القسري فاذا بالقديس شربل يثبت سنة 1977 وفي السنة نفسها بادرت سيدةفاضلة لتخصص بقاعكفرا بمبادرة عيد ميلاد مار شربل 8 ايار كانها تلزم البطريكيةالمارونية على الاعتراف ببقاعكفرا ورعيتها بالضبط بانها حاضنة شجرة الزيتون الاصيلة التي عصر زتونها فصار ميرونا عذبا توزعت رائحته في العالم.

هذه الخميرة الجيدة من عجنة ذات نكهة مميزة نشأ في بيتيعبق بالتقوى بالرغم من المصائم اولها انطون زعرور مخلوف حيث مات اثناء عمل السخرةيوم اجتاحت الجيوش لبنان واثنين من بقاعكفرا مجندين مع الامير بشير,
بعيد الاجتياح الثاني صار يوسف كاهنا وفي نهاية القرن التاسع عشر رقد ليلة الميلاد1898

انتقل الى عنايا بعدما امتلئ قلبه بمحبة المسيح ,كماامتلئ قبله مارون العظيم حيث قاده الروح الى يستان قورش ليجذب الناس بعدما سمعنداء الرب هذا الندائ سمعه يسوع الناصري بعدما احنى راسه امام يوحنا حضر الروحبقوة وهتف في اعماقه ” انت ابني الحبيب” . منذ ذلك الوقت التصق قلبهولبه بهذا الصوت فاجتاز الاردن ليعيش فرح الروح لكن المجرب كان بالمرصاد. كانالجرب يشوش له عزلنه فيعيده الى صغائر الامور . ليس من الضروري ان يكون الشيطانوحده انما من استسلم للنميمة او الحسد او الثرثرة او الفصاحة والفلسفة حيث كترمنها في زمن الانحطاط.
فاستبدل القز بالجامعة والحصان بالسيارة وقزحيا بباريس.
اين كان القديس شربل موقعه في الرهبنة؟

من المؤكد ان يوسف مخلوف كان يتوقع عزلة تامة ليسمع بتأنوشوشات الروح لكنه صدم باجواء تختلف تماما عما كان متوقعا فتمسك بالقانون بجدية نامة متخليا عن ارادته مسلمااياها دون تردد الى ادارة الرئيس حيث ,غالبا لم يشفق على ضعفه متحملا جلاغاتالفاتيرين الذين يكثرون اثناء الازمات فكان يزيد فضيلة يوما بعد يوم فكانت نعمةالمسيح تشق طريقها دون مقاومة منه فاتحا قلبه له و مجددة فيه الانسان القديمليتحول رجلا حليما وديعا مطيعا مجسما حالة المسيح كما وصفه اشعيا ” لاَ يَصِيحُوَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةًمَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِيُخْرِجُ الْحَقَّ. 4لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَالْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».

بالفعل تمتاز حياة هذا القديس بالانسحاق الكامل امامالمسيح. فكانه يصف نفسه وكما وصفها رسول الامم فشبه نفسه بالسقط اي الجنين النجسالذي يسقط بعد الاجهاض ”  بعرف بولساحط المستويات امام عظمة المسيح القائم من الموت. في الظاهر كان شربل يذوب وينسحقلكنه في الواقع كان يلبس عدم الفساد والمائت عدم الموت”

في القداس كان الحبيس مخطوف الذهن منتقلا حيث يعيش لحظاتتجل كما حدث للتلاميذ على جبل طابور. فيصفه الاب بطرس ضاهر يسجد كانه تمثال لايتكلم امام عظمة الله وكان يسقط على وجهه كما فعل المذهولون.
ان المشورات الانجيليه ماهي الا وسائل لتساعد الراهب ليعيش حضور المسيح بحث ينتقلالراهب من مرحلة الى مرحلة من مرحلة الفرض والواجب الى متعة حضور المسيح كما كانيفعل يسوع الصوم كان نتجة محبة فاقة للتفرغ للصلاة فلا يشعر الصائم بالجوع والعطشلان المسيح بحضوره يشبعه لذلك لم يكن يهتم القديس شريل بالاكل والشرب والملبس لانملكوت الله في الوسط.

نيالو مار شربل ونيلنا بمار شربل لكن هل عرفنا محتوى رسالة شربل؟
انني اتكلم ككاهن وكراعي يحمل امانة باسم الشعب الذي اجناز الاردن بعماده وسمعالصوت الذي سمعه يسوع وتنبه على هذا الصوت القديس شربل اذا بهذا الراهب المنسحقوالحبيس المنسي والفقير الحقير يتحول الى المجد حيث اسمه معروف في كل مكان وصاراغنيا يغني كثيرين ونبع نعم افاض خيراته في المسكونة .
القديس شربل كوكب استمد ضياءه من نور المسيح حيث تحد بسر المسيح بواسطة المعموديةوالميرون ونحول بواسطة الخبز السماوي حيث الكلمة تتحول من خبز حيي الى روح محييكما يقول لنا اللاهوتي الخوري ميشال الحايك. هذا الكوكب المنير يذكرنا بمواعيدالمسيح.

ففي قيامنه نحققت كل المواعيد ولاسيما التطويبات ولاسيما :”طوبى للودعاء فانهم يرثونالارض”
عاش القديس شربل راهبا وديعا مسالما لم يتذمر مرة واحد ولم ينتقم مرة واحدة فلميتطلع الى امتياز في الكهنوت ولا الى مركز في الرهبانية . ما يذهلني خبرة رؤساء المتعاقبونيقرون بدور شربل وحضوره في المحبسة والدير.

لقد نسي الناس دير مار مارون عنايا حيث كان هذا الديرضعيف الارادات متروكا بين السنديان لم تكن في السابق هذه الامتيازات غالبا ما كانيرضخ الرهبان لامر الطاعة للعيش فيه فاذا به يتقدم في كل المجالات على سائر الاديارفتغيرتنوعية العيش حيث وصار المكان بفضل هذا القديس مركز اشعاع في منطقة جبيل والحاضرالاكبر هو القديس شربل في المحبسة وفي تطور الدير.
كان اسمها الرهبنة الحلبية اللبنانية ثم اللبنانية ثم قزحيا ثم اشتهرت برهبنة شربلودير مار مارون عنايا صار مار شربل.
كان الاسم ينتشر بين بعض القرى نظرا لتكريم شريل الشهيد اما اليوم من اهم الاسماء.

فاذا اعدنا قراْة التطويبات نجد انها تحققت حرفيا مع هذاالراهب المتواضع الذي رفعه الرب.
هذا المجد ليس حكرا على راهب منواضع فقط انما هو نور ليذكرنا ان طريق المسيح ت}ديالى الحياة.
فالجسم الحي الذي ينضح ماء ودم هو الدم والماء الذي يرمز الى المعمودية التي اصطبغبها المسيحييون. فهو الذي وعد بانه ستجري من المعمدين مياها حية.
والبخور الذي يوزع ما هي رائحة المسيح العذب التي تنتشر رائحته وبشارته مع المسيح.

ولان يطرح السؤال كيف اغتنى هذا الفقير وكيف اغنى ؟
لنعد الى مواعيد الانجيل لندرك ان سلاحنا هو المسيح الحي القائم من بين الامواتالذي يحيي اجسدنا المائتة.

وهذا القلق والاحباط هو تعبير عن الخوف الذي يجتاح عقولابناء المسيح الذي اهملوا المواعيد. فاذا بالقديس شربل يقلب المقاييس حيث يذكرنابمواعيد المسيح التي تحمل الرجاء الى القلوب المظلمة ولا شك حيت كثرت الخطيئة فاضتالنعمة
ظاهرة القديس شربل ظاهرة رجاء حين لهذا الشرق التعيس.
شهادتنا ضعيفة لا تبهر عيون الفاترين ولا توقف جيوش الجائعين الموعودين بجنات تجريمن تحتها الانهار.
يوم كانت الوثنية مرتفعة الابراج والشر جاهز للانقضاض على البشر شقت طريقهاالمسيحية التي وصفت بشتى انواع النعوت لن تخشى هول الشر بل بالعكس فتحت طريقها يو رجماسطفانوس وقتل يعقوب اخو يو حنا .
في معظمنا تخلينا عن منطق الانجيل فركبنا منطق العالم فاذا بنا فشلنا ان نحافظ علىتراث الحضارات ومعالم المسيحية دكت وطينت وتناتشوا التراث فشوهوه وصرنا بالفعلعراة من كل شي.
يأني القديش شربل ليقض مضاجعنا فيهز ضميرنا ولعلنا نصحو من جرعة مخدرات اخذت طريقها متخفية بتياب حضارة في طريقالزوال. لعل شربل ذلك المنبه
استيقظ ايها المائت وقم من بين الاموات يضئ لك المسيح

ابونا غطاس

�������\@X��>

 

stcharbel2